النظام يواصل قصف الغوطة ويحاول اقتحامها
جلال بكور
قُتل ستة مدنيين، وأُصيب آخرون بجروح، جراء تجدّد القصف من قوات النظام السوري، اليوم الجمعة، على الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، تزامناً مع محاولات لاقتحامها من عدة محاور.

وتحدّث الناشط عمر خطيب، لـ"العربي الجديد"، عن مقتل ستة مدنيين، جرّاء القصف الجوي من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة دوما، تزامناً مع استهدافها براجمات الصواريخ والمدفعية، ما أسفر عن وقوع جرحى.

وقال مصدر من "مركز الغوطة الإعلامي"، لـ"العربي الجديد"، إنّ طيران قوات النظام، ألقى قنابل على المناطق الزراعية في بلدة عين ترما بالغوطة الشرقية، ما أسفر عن وقوع جرحى بين المدنيين.

في غضون ذلك، أُصيب مدنيون بجروح جراء قصف من الطيران الحربي على منطقة المرج ومدينة زملكا، بحسب الدفاع المدني في ريف دمشق.


وقال الناشط الميداني حازم الشامي، لـ"العربي الجديد"، إنّ النظام السوري، قصف مدينة دوما في الغوطة المحاصرة بريف دمشق الشرقي، وبلدات منطقة المرج، منذ صباح اليوم، بأربع وثلاثين غارة من الطيران الحربي والمروحي، أُلقي خلالها أكثر من ثلاثين برميلاً متفجراً وصواريخ، واستهدف الأحياء السكنية والمناطق الزراعية.

وتحدثت مصادر محلية، لـ""العربي الجديد"، عن ارتفاع حصيلة الضحايا، أمس الخميس، جراء القصف على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إلى 24 قتيلاً على الأقل، في بلدات ومدن دوما والأشعري وبيت سوى وكفربطنا وحمورية وأوتايا.

محاولات اقتحام

وأشار الشامي، إلى أنّ تكثيف القصف، صباح اليوم، جاء بالتزامن مع محاولات اقتحام من قوات النظام على محور حوش الضواهرة (5 كيلومترات) شرقي مدينة دوما، حيث تدور معارك عنيفة مع فصيل "جيش الإسلام" المعارض.

وأضافت المصادر، أنّ قوات النظام تحاول، منذ الصباح، اقتحام مواقع المعارضة في محور المشافي وحي العجمي غرب مدينة حرستا، وسط معارك عنيفة مع المعارضة المسلحة التي تسعى إلى صد الهجوم.

وبينما تحدّثت مصادر مقربة من النظام السوري، عن تحقيق تقدّم في محاور بلدات الشيفونية والضواهرة والزريقة شرق دوما وسيطرتها على العديد من المواقع، أكدت مصادر من الغوطة، لـ"العربي الجديد"، أنّ المواجهات ما تزال مستمرة في المنطقة، بهدف صدّ النظام، وسط نزوح المدنيين إلى دوما.

وأشارت المصادر، إلى أنّ قوات النظام تمكّنت من دخول معمل سيفكو للأدوية في أطراف بلدة الشيفونية بعد قصفه بأكثر من خمسين برميلاً متفجراً، فيما تواصل القصف على بلدة أوتايا وبقية بلدات منطقة المرج، موقعة جرحى بين المدنيين.

ولم تنجح قوات النظام، في إحراز تقدّم في الغوطة الشرقية، منذ استئناف الحملة العسكرية على المنطقة، على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الدولي، السبت الماضي، رقم 2401 القاضي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، والسماح بدخول المساعدات والإجلاء الطبي.

وفي حين تواصل قوات النظام القصف على الغوطة، قال مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بالشرق الأوسط، اليوم الجمعة، إنّ النظام قد يسمح بدخول قافلة مساعدات لنحو 180 ألف شخص في بلدة دوما بالغوطة الشرقية المحاصرة بسورية، يوم الأحد، وفق "رويترز".

وذكر مدير "يونيسف" بالشرق الأوسط خيرت كابالاري، في مؤتمر صحافي في جنيف، أنّه لا توجد مؤشرات على الاتفاق على دخول قوافل أخرى لتقديم المساعدة لباقي سكان الغوطة البالغ عددهم 400 ألف، أو بشأن إجلاء نحو 1000 في حاجة لمساعدة طبية عاجلة.



على صعيد آخر، قصف الطيران الحربي الروسي، مناطق في بلدات التمانعة واللطامنة بريف حماة الشمالي، المتاخم لريف إدلب وسط البلاد، تزامناً مع قصف بالمدفعية على مدينة جسر الشغور ومحيطها، ما أسفر عن أضرار مادية.

في المقابل، أعلن فصيل "جيش العزة" المعارض، في بيان، عن جاهزيته "لصد أي عدوان على قلعة المضيق وجبل شحشبو وقرى سهل الغاب وكل الأراضي المحررة".

وجاء البيان، وفق مصادر محلية، عقب تهديدات روسية طالبت فصائل المعارضة السورية المسلحة بالانسحاب وتسليم ريف حماة الغربي.