تستعد قوات من الجيش العراقي وأبناء العشائر خلال الساعات القليلة المقبلة للهجوم على مدينة الرطبة (400 كيلومتر غربي العراق) عقب سقوطها بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) كاملة، ليلة أمس الإثنين، خلال هجوم شنّه التنظيم آتياً من الأراضي السورية، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر فقط على تحرير المدينة من سيطرته.

وقال مسؤولون عسكريون بالجيش العراقي إنّ "ست وحدات بالجيش بين مدرعة ومشاة وصلت مشارف الرطبة تمهيدا للهجوم"، مؤكّدين أنّ "التحالف الدولي لم يوفر حتى الآن أي غطاء بسبب التركيز على معركة الموصل".

ولفت المسؤولون إلى أنّ أي تأخير بالهجوم يعني تعزيز "داعش" لمواقعه فيها لذا سيتم الهجوم خلال ساعات. فيما شدد قائد عمليات الجيش بالأنبار اللواء الركن، إسماعيل المحلاوي، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أنّ "المدينة ستعود بسرعة كبيرة، وسيتم القضاء على المتسللين فيها".

وأوضح أنّ "التنظيم يحاول فتح جبهات عدّة لتشتيت جهود معركة الموصل لكنه أسلوب فاشل"، مشدداً على أنّ "زمن سيطرة داعش على المدن وحكمها ولى".

وقالت مصادر داخل المدينة إنّ "التنظيم أقدم على إعدام أكثر من 80 شخصا جميعهم من الشرطة وأبناء العشائر وأعضاء في المجلس المحلي لمدينة الرطبة". ولفتت إلى أنّ "داعش اعتقل آخرين من المدنيين لأسباب مجهولة، وبعدها بث بياناً عبر مآذن المساجد قال فيه، إنّ انسحابهم السابق من المدينة لم يكن بدافع الفرار من الموت لكن الحرب كر وفر وخدعة، مهدداً بشلالات دم لمن يقف بوجه مشروع الخلافة".

على صعيد متصل، قال شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جثث الضحايا قضت الليلة الماضية في الشوارع ولم ينتشلها أحد". وأكدوا أنّ "التنظيم ظل الليل كله يتجول داخل الأحياء السكنية، وفجّر مركز الشرطة ومبنى البلدية في المدينة، فضلاً عن مصادرته لأسلحة ومتفجرات وآليات عسكرية تركها الجيش والشرطة خلفه بعد انسحابه من المدينة، غالبيتها أسلحة حديثة".

وأشار أحد المواطنين بالمدينة، في اتصال مع "العربي الجديد "، إلى أنّ "المئات من العوائل نجحت في الفرار من المدينة وقضت الليل في العراء، بينما الآخرون محاصرون في أحياء عدّة منها"، ويتوقع أنّ يبلغ عدد من هاجم المدينة بنحو 100 شخص فقط.

واستعادت قوات الأمن العراقية مدعومة بطائرات التحالف الدولي السيطرة على مدينة الرطبة القريبة من الحدود العراقية مع الأردن في مايو/أيار الماضي.