آلاف الفلسطينيين يحتفلون بالمولد النبوي في القدس رغم قيود الاحتلال
محمد محسن ــ القدس المحتلة
غابت المرجعيات الوطنية عن المسيرات الكشفية للاحتفال بالمولد النبوي في القدس المحتلة اليوم الثلاثاء، بينما ازدحمت شوارع وأزقة المدينة، وساحات المسجد الأقصى بعشرات الآلاف ممن وفدوا من مختلف مدن وبلدات الداخل الفلسطيني، بينما حُرم مواطنو الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول.

وقال قيادي في "حركة فتح" التي تصدَّر عدد قليل من كوادرها المسيرات الكشفية لـ"العربي الجديد"، إن "سبب الغياب هو الاحتلال بالدرجة الأولى. محافظ القدس، عدنان غيث، محاصر بقيود الاحتلال التي تمنعه من الحركة، ووجوده في هذه المسيرة كان سيتسبب بمنعها من قبل شرطة الاحتلال باعتباره شخصية رسمية فلسطينية. الاحتلال يطارد كل مسؤول فلسطيني يتواجد بأي نشاط في القدس. ولا يقتصر الأمر على المحافظ، بل شمل وزير القدس وشؤونها، عدنان الحسيني".

وشمل الغياب الملحوظ المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية، وخلافاً للسنة الماضية وما سبقها من سنوات، اقتصر الحضور هذا العام على مجموعتين كشفيتين فقط، بعد أن كانت تسع مجموعات على الأقل تشارك في المسيرات.

وقال مسؤول في مفوضية كشافة فلسطين لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعتي كشافة نادي الهلال والعيسوية فقط شاركوا في المسيرة، بينما فرض الاحتلال قيودا على مشاركة بقية الفرق"، وأرجع ذلك إلى مناوشات حدثت العام الماضي بين أفراد من هذه المجموعات وقوات الاحتلال، ليحظر على بعض أفرادها المشاركة بالنشاطات الكشفية لمدة عامين.

وأكد مسؤول كشفي ثان أن "ترخيص المشاركة في مسيرة اليوم، منح لخمس مجموعات وليس اثنتين، وعدم مشاركة الفرق الثلاثة الأخرى يعود لأسباب ذاتية".



في المقابل، ازدحمت البلدة القديمة والمسجد الأقصى بآلاف من الفلسطينيين، وشهدت أسواقها حركة تجارية نشطة تشبه أوضاعها في شهر رمضان وعشية الأعياد. وقال التاجر أحمد بدر، إن "مناسبة المولد النبوي عادت علينا بفائدة كبيرة، وهو ما نفتقده منذ شهر رمضان".

وصدحت في الأسواق الأغاني الدينية  التي تمجد سيرة النبي محمد، من قبيل "قمر وجه النبي"، و"لأجل النبي"، وأناشيد المصري النقشبندي.

وفي سوق خان الزيت بالبلدة القديمة من القدس، اكتظت محال "حلويات جعفر" بالمواطنين لشراء "المشبك المقدسي" الذي تشتهر عائلة جعفر المقدسية بتصنيعه منذ عقود، وجرت العادة أن تشتري العائلات المقدسية هذه الحلوى لتقديمها إلى أرحامها وضيوفها.

أما ساحات المسجد الأقصى فتحولت إلى تجمعات كبيرة للعائلات التي جلبت معها أطعمتها ومشروباتها، وأقيمت موائد الإفطار والغداء في الساحات، بينما أمضى أطفال وفتية صغار أوقاتهم في اللهو.

وسبقت الاحتفالات إقامة مهرجان ديني كبير داخل المسجد القبلي في المسجد الأقصى، شارك فيه كبار أعضاء مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا ورجال دين وعلماء، وتخللته أناشيد دينية تمدح الرسول الكريم، بينما دعت المواعظ والخطب جموع الحاضرين إلى الرباط الدائم في الأقصى دفاعاً عنه أمام تغول المستوطنين.

ومنعت دائرة الأوقاف الإسلامية وشرطة الاحتلال اليوم، اقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد الأقصى تحسباً لوقوع احتكاكات مع المصلين المسلمين، بالرغم من دعوات أطلقتها جماعات يهودية متطرفة أمس الإثنين.

نشاط بأسواق القدس خلال الاحتفال بالمولد النبوي (العربي الجديد)