الجيش الأميركي يقرّ بتحطم طائرة تابعة له في أفغانستان... و"طالبان" تتبنى
العربي الجديد ــ كابول
أعلنت حركة "طالبان"، اليوم الإثنين، إسقاط طائرة أميركية، ومقتل جميع ضباط المخابرات الذين كانوا على متنها، في إقليم غزنة جنوبي أفغانستان، في حين أقر الجيش الأميركي، في وقت لاحق، بتحطم طائرة عسكرية تابعة له، نافيًا في الوقت ذاته أن يكون ذلك عائدًا لاستهدافها من قبل "طالبان".

وكتب المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان وتغريدة له على موقع "تويتر"، أنّ الطائرة الأميركية أسقطت في منطقة سدوخيل في مديرية ديك بإقليم غزنة جنوبي أفغانستان، واصفاً الواقعة بـ"التطور المهم".

وأضاف مجاهد أنّ الطائرة "كانت تحلق في المنطقة لأهداف استخباراتية عندما تم إسقاطها"، مؤكداً أنّ "طاقم الطائرة وضباط الاستخبارات الذين كانوا على متنها قد قُتلوا جميعاً"، من دون أن يذكر عددهم.

كما ذكّر مجاهد بأنّ "طالبان" أسقطت، في الآونة الأخيرة، طائرات ومروحيات تابعة للقوات الأفغانية والأميركية في إقليمي هلمند في جنوب البلاد وبلخ في الشمال.

في المقابل، أعلن الكولونيل سوني ليجيت، وهو متحدث عسكري أميركي، على "تويتر"، عن تحطم الطائرة، قائلًا إنه "لا توجد مؤشرات على أن التحطم كان سببه نيران العدو"، وأن "مزاعم طالبان" عن إسقاط الطائرة كاذبة.

وكانت الأنباء قد تضاربت بشأن الطائرة، إذ صرّحت وزارة الداخلية الأفغانية، في وقت سابق، بأنّ الطائرة التي سقطت، ظهر اليوم في الساعة 1:15 بالتوقيت المحلي، تابعة لشركة "أريانا" الأفغانية للطيران، وعلى متنها 110 أشخاص.

كما كانت المتحدثة باسم القيادة المركزية الأميركية "سانتكوم"، بيث ريوردان، قد صرحت في وقت سابق بأنّ الحادثة "ما تزال غير واضحة"، حسب ما نقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.

وأضافت: "لا نعرف إلى أي شركة تتبع الطائرة (حتى الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش)".

وذكرت "أسوشييتد برس" أنّ صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، التُقطت من موقع الحادث، تظهر بقايا طائرة (بومبارديه إي 11 أيه)، التي يستخدمها الجيش الأميركي للمراقبة الإلكترونية على أفغانستان.

وسبق أن أكد المتحدث باسم الحكومة المحلية في غزنة، عارف نوري، لـ"العربي الجديد"، أنّ الطائرة تابعة لشركة طيران أجنبية وقد سقطت في المنطقة، وقُتل جميع من كان على متنها.

كما أكدت الداخلية الأفغانية، في بيان، أنّ رقم الطائرة التي سقطت 358، وهي تابعة لشركة "أريانا"، وسقطت في منطقة سدوزي بمديرية ديك بإقليم غزنة، مشيرة إلى أن المنطقة تحت سيطرة "طالبان".

لكن شركة "أريانا" سارعت إلى الرد على ذلك، وذكرت، في بيان لها، أنّ الطائرة التي سقطت ليست تابعة لها، مشيرة إلى أن ما نشرته الجهات الرسمية ووسائل الإعلام بخصوص الطائرة غير صحيح، وأن جميع الطائرات التابعة للشركة سليمة وتواصل رحلاتها.

بدوره، قال النائب في البرلمان عن إقليم غزنة عارف رحاني، في بيان صحافي، إنّ الطائرة أجنبية، وكان على متنها 15 شخصاً كلهم أجانب، مؤكداً أن سيارات الإسعاف توجهت إلى المنطقة لنقل جثامين هؤلاء.

وسبق أن تحدثت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" عن سقوط الطائرة واشتعال النار في موقع الحادث.

يُشار إلى أنّ إعلان "طالبان" يأتي في وقت تستمر فيه عملية الحوار بين الطرفين في الدوحة، وهو ما من شأنه، إن صحّ، أن تكون له آثار عكسية على العملية.