الجيشان التركي والأميركي يبدآن دورياتهما المشتركة في منبج السورية
جابر عمر ــ إسطنبول
أحمد الإبراهيم ــ إسطنبول
بدأ الجيشان التركي والأميركي، اليوم الخميس، تسيير أول دورية مشتركة لهما في مدينة منبج  بريف محافظة حلب السورية.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، بدء الدوريات المشتركة بين الجيشين في محيط منبج، تطبيقاً لخارطة الطريق الموقعة بين الطرفين في يونيو/حزيران الماضي.

وبيّن الوزير التركي، خلال مداخلة له في البرلمان، أن "الدورية المشتركة جرت عند الساعة 15:53 بتوقيت تركيا (أي 12:53 بتوقيت غرينتش)، بعد استكمال التدريبات المشتركة بين الطرفين".


بدورها، أكدت وزارة الدفاع التركية، أن "الدوريات المشتركة في منبج ستستمر حتى تحقيق الأهداف المحددة في خارطة الطريق".

وفي وقت سابق اليوم، ذكرت وكالة "الأناضول"، أن القوات التركية المسلحة نفذت مع نظيرتها الأميركية أول دورية مشتركة بعد انتهاء التدريبات، تطبيقاً لاتفاق خارطة الطريق.

ووفقاً للوكالة، فإن "الدورية المشتركة الأولى جاءت بعد استكمال مرحلة التدريبات التي انتهت في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي"، لافتةً إلى أن "الدورية جرت على خط الجبهة بين منبج ومناطق درع الفرات التي تسيطر عليها تركيا، في منطقة سجو التي تفصل بين المنطقتين من جهة جرابلس".

إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن آليات عسكرية تركية دخلت موقع الحمران العسكري في قرية الحمران قرب منبج، وتمركزت فيها، تزامناً مع انسحاب رتل لـ"قسد" باتجاه قراقوزاك.

وأوضحت المصادر أن الدوريات المشتركة جابت أطراف مدينة منبج من الجهة الشمالية المقابلة لجرابلس، تزامناً مع تحليق طائرات حربية ومروحية.

وأضافت أن الدورية جاءت بعد اجتماع مطول بين الأميركيين و"قسد" في القاعدة التابعة للتحالف الدولي الموجودة في مدينة منبج، بهدف إطلاع الأخيرة على خطة تسيير دوريات مشتركة بين التحالف الدولي والجيش التركي على الخط الفاصل في منطقة الساجور التي تفصل منطقتي منبج وجرابلس.

كما أشارت إلى أن مقاتلي "قسد" قاموا صباح اليوم بإزالة صور قتلاهم من شوارع المدينة، فيما قال ناشطون إنها مقدمة لدخول القوات التركية المدينة.


ويأتي هذا التطور بعد تأخير في تطبيق خارطة الطريق، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد ذكر، قبل نحو شهر، أن خارطة الطريق لم تمت بعد، وفُسّر كلامه حينها بأن الاتفاق التركي الأميركي الذي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية إلى شرق الفرات، بحكم الميت.

إلا أن العلاقات التركية الأميركية شهدت تطورات بعد إطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون، الذي سبب اعتقاله تراجعاً حاداً في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، لتتحسن العلاقات لاحقا ًعقب الإفراج عنه منذ أكثر من أسبوعين.

وتتزامن خطوة تسيير الدورية المشتركة في منبج، مع تصاعد التهديد التركي بتنفيذ عملية عسكرية شرق الفرات، مع تنفيذ رمايات المدفعة التركية على مواقع الوحدات الكردية، وسط طلب أميركي بالتهدئة.

ويبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تنفيذ مزيد من الخطوات في إطار تنفيذ خارطة الطريق، لتهدئة الجانب التركي، واستمرار الحوار مع واشنطن لاستكمال خارطة الطريق، وبحث مناطق شرق الفرات.