Skip to main content
الاحتلال يمنع زواج الفلسطينيين راشد وداليا
محمود السعدي ــ رام الله


على بعد عشرات الأمتار من المحال التجارية وسط مدينة رام الله في وسط الضفة الغربية المحتلة، والتي تزينت بهدايا عيد الحب "فالنتاين"، وقف الشاب راشد فضة (35 عامًا) من سكان مدينة نابلس، اليوم السبت، في ساحة ميدان المنارة، يحكي قصته المأساوية.

ووجّه راشد رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يطالبه فيها بمساعدته لإتمام زواجه من خطيبته داليا شراب (32 عاماً) من سكان مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وحاول راشد وخطيبته داليا مرات عدة وخلال أربع سنوات ماضية أن يجتمعا ويكملا مراسم زواجهما، إلا أن سلطات الاحتلال تمنع داليا من دخول الضفة الغربية، ما حال دون إكمال مسيرة الحب.

وكان من المفترض براشد أن يذهب إلى مقر المقاطعة حيث مقر الرئاسة الفلسطينية، لإيصال رسالته للرئيس الفلسطيني، لكنه ألغى ذلك كما قال لـ"العربي الجديد"، نظرًا لاعتبارها مربعًا أمنيًا، وخشية وقوع مشكلات، إضافة إلى حاجته لترخيص تلك الفعالية، ولذا اكتفى بالوقوف وحيدًا على ميدان المنارة مرتديًا حلة تشبه تلك التي يرتديها العريس لمناسبة الزواج، وحاملاً باقة ورد حمراء ولافتة كتب عليها "وصل العروس للعريس يا رئيس"، ورسومات تعبر عن معاناته.


"إسرائيل سبب مشكلتي أنا وداليا، أنا أناشد الرئيس محمود عباس مساعدتنا، لقد حاولنا حلها بعدة طرق لكن دون جدوى"، يقول راشد فضة للصحافيين، مبينًا محاولة خطيبته أن تدخل الضفة بصفة مرافق لأمها المريضة، أو محاولة تغيير مكان السكن، فيما يحاول راشد أيضًا التواصل مع الشؤون المدنية الفلسطينية علّ معاناته تنتهي.

راشد وداليا تعارفا قبل نحو أربع سنوات من خلال مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تتبع لفعالية "التبادل الشبابي العربي الفلسطيني على أرض فلسطين"، ثم التقيا في الأردن وعقد قرانهما بعد ذلك في غزة، لكن داليا حجزت في قطاع غزة المحاصر.

ويأمل الخطيبان أن تجد مطالباتهما آذاناً صاغية، حيث إن راشد لا يستطيع الذهاب لغزة والاستقرار فيها لعمله في نابلس فنيًا كهربائيًا، عدا الحصار الخانق على غزة وإغلاق معبر رفح.

وكان راشد وداليا قد أطلقا حملة إلكترونية مطلع الشهر الماضي تحمل عنوان "وصّل العروس للعريس يا رئيس" في مناشدة منهما للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، لمساعدتهما على إتمام مراسم زفافهما الذي تأخر أربع سنوات.

وأثناء إيضاح راشد معاناته، التف عدد من المارة حوله ليستمعوا له، وما كان منهم إلا أن رفعوه على الأكتاف يرددون أغاني الأفراح، لكن راشد يأمل اكتمال الفرح قريبًا مع خطيبته داليا.