Skip to main content
استنفار أمني في أوروبا ومستوى الإنذار إلى الدرجة القصوى
العربي الجديد
عبد الإله الصالحي
أصيبت بروكسل ومعها عدد من العواصم الأوروبية، بما يشبه هستيريا أمنية، عقب التفجيرات التي ضربت، صباح اليوم الثلاثاء، العاصمة البلجيكية، وذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى.

ورفعت سلطات بلجيكا مستوى الإنذار من خطر "إرهابي" إلى أقصاه لمجمل أنحاء البلاد، على ما أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية جان جامبون.

وقال المتحدث، بحسب ما نقلت عنه وكالة "بلغا"، إن مستوى الإنذار رفع من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الرابعة، وهي الدرجة القصوى لمجمل أنحاء البلاد.

وطلبت السلطات البلجيكية من السكان "البقاء في أماكنهم أينما كانوا"، فيما أعلنت نيابة بروكسل وسلطات المترو، إغلاق محطات المترو والقطارات والحافلات والترامواي في العاصمة البلجيكية، إثر الانفجارات التي هزت المطار ومحطة للمترو.

وكتبت الشركة المشغلة للمترو "أس تي إي بي" على "تويتر" "كل شبكتنا مغلقة حالياً"، كما أعلنت المنظمة الأوروبية المكلفة أمن الملاحة الجوية "يوروكونترول"، على موقعها الإلكتروني أن مطار بروكسل أغلق حتى إشعار آخر، بعدما أعلن المطار عن إلغاء رحلات.

من جهتها، طلبت المفوضية الأوروبية من موظفيها ملازمة منازلهم أو مكاتبهم بعد الانفجارات التي استهدفت محطة مترو قريبة من الحي الذي يضم المؤسسات الأوروبية.

وكتبت مفوضة الميزانية كريستالينا جورجييفا، التي تتولى أيضاً شؤون الموظفين والأمن على تويتر "رجاء ابقوا في المنازل أو داخل المكاتب. مؤسسات الاتحاد الأوروبي تعمل معاً من أجل ضمان أمن الموظفين والمباني".

وأدت الانفجارات إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في العديد من المطارات الأوروبية، بما يشبه إعلان حالة حرب تضرب "أوروبا الديمقراطية"، بحسب وصف رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، الذي قال إن تفجيرات بروكسل هي نتيجة "هجوم على أوروبا الديمقراطية".

وكتب لوفين لوكالة الأنباء السويدية: "إنه هجوم على أوروبا الديمقراطية. لن نقبل أبداً بأن يعتدي إرهابيون على مجتمعاتنا المنفتحة".

وعززت بريطانيا الإجراءات الأمنية في مطار غاتويك في لندن، حسبما أعلن متحدث باسم المطار.

وتابع المتحدث أنّ "أمن المسافرين والعاملين في مطار غاتويك هو الأولوية للمطار. ونتيجة للحوادث الرهيبة في بروكسل، قمنا بتعزيز الإجراءات الأمنية والدوريات في المطار". ويستعد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لعقد اجتماع أزمة حول الانفجارات "في وقت لاحق قبل الظهر"، كما كتب على "تويتر".

وفي فرنسا أيضاً، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، عن رفع درجة الاستنفار الأمني وتشديد المراقبة على الحدود والمنشآت العامة وكافة محطات النقل.

وقال الوزير في مؤتمر صحافي صباح اليوم، إن السلطات الفرنسية قررت نشر 1600 عنصر أمني ودركي إضافي لتأمين الحدود والبنى التحتية ومحطات النقل الجوي والبحري والسكك الحديدية.

كما كشف أن فرنسا، قررت تعزيز مطاري راوسي وأورلي بـ400 عنصر أمني ودركي، إلى جانب إضافة 600 عنصر آخر مكلفين بتأمين الفضاءات العامة بكافة التراب الفرنسي.

وشدد وزير الداخلية، على أن الوصول إلى محطات السفر أصبح محصوراً على من يتوفر على تذكرة سفر فقط، وأشار إلى أن إجراءات التفتيش والمراقبة أصبحت مشددة للولوج إليها.

وشهدت العاصمة الفرنسية باريس استنفاراً أمنياً واسعاً في مختلف المواقع الحساسة ومحطات القطارات، وشوهدت وحدات من الجيش تقوم بدوريات في مفترقات الطرق والشوارع الرئيسية.

ومباشرة بعد اعتداءات بروكسل، تم تعليق كل الرحلات الجوية من باريس إلى بروكسل كما تم وقف حركة قطار تاليس الرابط بين باريس وبروكسل. كما تم وضع حواجز تفتيش على الحدود بين فرنسا وبلجيكا. 

وطالب كازنوف، دول الاتحاد الأوروبي بتعزيز وتشديد المراقبة في منطقة شينغين، بتشكيل فريق مهمته مراقبة تزوير الهويات الخاصة بها، عبر ربط المعلومات الخاصة بالمشبوهين والملاحقين بالشبكة الرقمية لمنطقة شينغين.

وأعلن مصدر ملاحي تعزيز الإجراءات الأمنية في مطار رواسي شارل ديغول في باريس. وأوضح المصدر لوكالة "فرانس برس"، أنّه "يتم تطبيق إجراءات الوقاية والأمن في كل من مباني المطار الثمانية وفي المحطتين مع فرض رقابة على القطارات القادمة من بروكسل وتعبئة فرق رصد العبوات بواسطة الكلاب المدربة".

هولندا بدورها، فرضت تدابير أمنية مشدّدة في مطاراتها، كما عززت إجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا، بحسب ما أفادت الأجهزة الهولندية لمكافحة الإرهاب. وقالت الأجهزة على موقعها الإلكتروني: "نتخذ هذه التدابير الإضافية من باب الحيطة (...) وهذا يعني دوريات إضافية للدرك في (مطار) شيبول وفي روتردام واندهوفر، ومراقبة معززة على الحدود الجنوبية".

ووصلت أصداء تفجير بروكسل إلى اسكندنافيا التي عاشت منذ الصباح على وقع ما جرى في مطار زافينتيم بفعل هجوم انتحاري مزدوج. وأعلن رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين، الاستنفار الأمني في البلاد. في الوقت ذاته، قال وزير العدل الدنماركي سورن بيند: "ما يجري في أوروبا هو تحد لسلطة الشعب الديمقراطية، وأصبحنا نرى أكثر مجموعات يشكلها مواطنون بأنفسهم للدفاع عن أنفسهم عبر دوريات مدنية".

وترافقت هذه المواقف مع انتشار أمني في شوارع المدن ومحطات القطارات والمطارات كما جرى في مطار كوبنهاغن واستوكهولم، حيث يمكن رؤية ذلك الانتشار الأمني بشكل واضح.

وأضاف وزير العدل الدنماركي، "أشعر بأني ممتلئ بالغضب، حيث نرى أناساً ضد المجتمعات الديمقراطية في أوروبا. يجب علينا أن نكون حازمين بقراراتنا".

وتعيش الدول الاسكندنافية حالة أمنية مستنفرة بالتزامن مع عطلة عيد الفصح التي بدأت منذ أمس الاثنين.

من جهته، ندّد رئيس وزراء الدنمارك لارس لوكي راسموسن في تغريدة على تويتر بـ"الهجوم الدنيء".

اقرأ أيضاً: عشرات الضحايا في سلسلة تفجيرات مطار ومترو بروكسل

مواد الملف