Skip to main content
أهداف العملية العسكرية التركية شمالي العراق: مخازن السلاح وقيادات الصف الأول بـ"الكردستاني"
محمد علي
إسطنبول
بغدادــ جابر عمر
 

 

قال مسؤول عراقي كردي في محافظة دهوك، شمالي العراق ضمن إقليم كردستان، لـ"العربي الجديد"، إن القصف الجوي التركي تجدد ظهر اليوم الاثنين على قرى ومناطق ضمن بلدة دينارته، التابعة لمحافظة دهوك، فضلا عن تسجيل قصف مدفعي على مناطق في برزان وسيكان وسوران على الحدود مع تركيا، واستهدف مواقع مفترضة لحزب "العمال الكردستاني"
من دون معرفة تفاصيل القصف. 

ووفقا للمصدر ذاته، فإن القصف طاول قريتي بابولا وكافيا، داخل بساتين ومناطق زراعية، مؤكدا أن القريتين شبه فارغتين بسبب تكرار الهجمات منذ مدة، لذا من المستبعد وقوع خسائر بين المدنيين، لكن الخسائر تكون في العادة مادية، لافتا إلى أن القرى الحدودية الواقعة شرقي دهوك لا توجد فيها قوات البشمركة لتجنب الاحتكاك مع مسلحي "العمال الكردستاني"، الذين يوجدون في تلك المناطق، رغما عن إرادة السكان.

وأكد المصدر أن الضربات التركية استهدفت مواقع حساسة لحزب "العمال الكردستاني"، وشوهدت تفجيرات ثانوية من عدة مواقع في مؤشر على أن الموقع المستهدف هو مخازن سلاح، كما أن المعلومات تشير إلى أن القصف طاول قيادات وعناصر بارزة بالحزب، أحدهم كان في سيارة لحظة استهدافه في منطقة قنديل.

في المقابل، نقل موقع إخباري عراقي عن مدير ناحية دينارته العراقية الحدودية مع تركيا شعبان خليل، قوله إن الطائرات التركية عاودت قصف قرى بحدود الناحية، مؤكدا عدم وقوع خسائر في الأرواح، مضيفا أن القصف أسفر عن خسائر مادية في البساتين والمزارع في قريتي بابولا وكافيا المهجورتين من بين عشرين قرية مهجورة من السكان. 

قائممقام قضاء سنجار محما خليل قال، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن الغارات التركية ما زالت مستمرة وشملت عدة مناطق حتى الآن، أبرزها مناطق جبل ميرا وكرسي وباري، معتبرا أن القصف سببه وجود مقرات لحزب "العمال الكردستاني"، محملا الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد مسؤولية بقاء الوضع غير المستقر في القضاء لغاية الآن. 

وفيما تحدثت تقارير إخبارية كردية عن أن الجيش التركي استقدم مزيدا من القوات إلى مشارف منطقة برادوست، إلى الشمال من أربيل، على مفترق الطرق المؤدي إلى جبال قنديل بالمثلث العراقي التركي الإيراني، الذي يعد معقلا تقليديا لمسلحي حزب "العمال الكردستاني"، في مؤشر على إمكانية توسيع القوات التركية هجومها الحالي على مسلحي الحزب داخل العراق لتشمل المنطقة الأهم لهم، وهي سلسلة جبال قنديل.

ويعزز توقيت العملية مع بداية فصل الصيف وانكشاف الغطاء النباتي الكثيف في المناطق الجبلية الحدودية إمكانية الهجوم البري.

ووفقا للخبير بالشأن الكردي العراقي شوان علي، فإن "الأتراك لديهم خشية من تعاظم قوة "العمال الكردستاني" عسكريا داخل العراق، وقد تكون إمكانية إضعافهم حاليا أفضل من أي وقت آخر"، مشيرا إلى أن "المقلق في الأمر هو تسجيل موجات نزوح خفيفة، قد تتصاعد بالساعات المقبلة، للأسر الريفية الكردية من المناطق المستهدفة بالقصف".

وبين علي أنه يمكن من خلال طبيعة القصف والأهداف التي تم ضربها اعتبار أنها عملية استهداف البنى التحتية العسكرية لحزب "العمال الكردستاني"، ممثلة بمخازن أسلحته التي تضخمت كثيرا بسبب ما حصل عليه من مخلفات سلاح تنظيم "داعش" في سورية والعراق"، كما أنها "تستهدف قيادات الصف الأول بحزب العمال، إذ إن العملية عسكرية استخباراتية بالنظر لنوعية المواقع المستهدفة".

  

رصد تركي مسبق 

في السياق ذاته، تحدثت عدة مصادر تركية في أنقرة، لـ"العربي الجديد"، عن أن العملية العسكرية الجديدة شمالي العراق سبقتها مراقبة جوية مستمرة في مناطق الزاب، وهاكورك، وآفاشين، وبرادوست، شمالي أربيل وشرقي دهوك، فضلا عن المخيمات الموجودة جنوب شرقي السليمانية على الحدود مع إيران، بمعدل 56 ساعة مراقبة يومية.

وتابعت المصادر أنه "في آخر عامين تراقب تركيا بشكل مستمر، عبر طائرات من دون طيار، المنطقة الحدودية التركية مع العراق، وبهذا تمكنت تركيا من القضاء على 18 قياديا رفيعا في المنطقة، وهو ما جعل قادة الحزب عاجزين عن الحركة في النهار، فضلا عن متابعة الاتصالات اللاسلكية التي يستخدمها حزب "العمال الكردستاني"". 

وأضافت المصادر أن "القوات التركية عملت خلال فترة انشغال العالم بمكافحة كورونا على مواصلة المتابعة التقنية لحزب "العمال الكردستاني"، وواصلت الجهود الاستخبارية، ولهذا انكشفت حركة الحزب مؤخرا بتشكيل مخيمات جديدة، تماما كما انكشف قبل عامين بالانتقال لجبل سنجار كبديل عن جبل قنديل، ما أسفر عن مقتل القيادي زكي شنغالي، المسؤول عن الانتقال بين سورية ومنطقة سنجار، في عملية عسكرية، وتبعت ذلك عمليات عسكرية أخرى أفشلت تلك المخططات". 

وتحدثت المصادر عن علم تركي بعملية انتقال قيادات رفيعة في حزب "العمال الكردستاني" إلى جنوب السليمانية، وتحديدا منطقة حلبجة على خط الحدود الإيرانية ضمن بلدات أسوس بنجيوان، وتم تثبيت وجود 9 قادة رفيعين من الحزب في تلك المنطقة، معتبرة أن حزب "العمال الكردستاني" استغل جائحة كورونا لفتح خطوط تنقل جديدة، أبرزها خط جديد بين سنجار ومخمور، وبين بلدتي قارجاك قرب دهوك وكركوك، صعودا إلى السليمانية، اعتبارا من 15 كانون الثاني/ يناير الماضي، وهو ما رصدته تركيا أيضا. 

وكشفت عن أن هذه المعلومات نقلها الجانب التركي لنظيره العراقي، ولكن بسبب أزمة تشكيل الحكومة العراقية تأجل الأمر، إلا أنه بعد تشكيل الحكومة العراقية عقدت لقاءات أمنية بين البلدين، نقل فيها انزعاج تركيا من تحرك قيادات الحزب داخل الحدود العراقية. 

وشددت المصادر على أن العملية التي انطلقت ليلة الاثنين "تستهدف سلسلة قنديل وسنجار وقارجاك، وهاكورك، والزاب في عملية واسعة جدا، وتستهدف لأول مرة خطوط الحزب شرقا وغربا، في استثمار للمعلومات الاستخبارية المجمعة خلال 6 أشهر، وصور الطائرات المسيرة، بهدف أن يكون العام الحالي هو عام القضاء بشكل تام على معاقل حزب "العمال الكردستاني" في تلك المنطقة، بعد النجاحات الكبرى في القضاء على مخابئ الحزب داخل تركيا".