Skip to main content
آلان غريش: نتائج الانتخابات الفرنسية مثّلت زلزالاً بالمشهد المحلي
العربي الجديد ــ الدوحة
وصف مدير موقع "مشرق 21"، والرئيس السابق للتحرير في مجلة "لوموند دبلوماتيك"، آلان غريش، نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي جرت الأحد الماضي، بأنها مفاجأة كبرى و"زلزال" ضرب المشهد الفرنسي والأوروبي، معتبراً أن النتيجة التي حققتها زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، "نصر أكيد يعزّز مكانة اليمين المتطرّف في فرنسا".

وأوضح غريش، خلال ندوة أقامها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، اليوم الأربعاء، أن النتائج تمثّل إزاحة الحزبين الرئيسين اللذين ظلَّا يتداولان السلطة في فرنسا منذ أكثر من نصف قرن، أي منذ إرساء الجنرال شارل ديغول الجمهوريةَ الخامسة، في عام 1958، وهما: حزبَا اليسار (الحزب الاشتراكي)، واليمين (حزب الجمهوريين).

وتعقد الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، في 7 مايو/أيار المقبل، فيما نال ماكرون 23.9 في المائة خلال الجولة الأولى، حصلت لوبان على المرتبة الثانية بنسبة 21.4 في المائة. 

وأضاف غريش "إذا كان إيمانويل ماكرون أوّل المتأهلين للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية قد خطَا، فورَ إعلان النتائج، خطوةً كبيرةً نحو الفوز برئاسة فرنسا، بسبب التأييد الواسع الذي حظيَ به من المنهزمين في الجولة الأولى وإجماعهم على بناء سدٍّ في وجه وصول "الجبهة الوطنية" العنصرية إلى الرئاسة، فإنّ ذلك لا يمنع أن تكون زعيمة اليمين المتطرّف مارين لوبان التي ستكون منافسته في الجولة الثانية، قد حققت نصراً أكيدًا يعزّز مكانة اليمين المتطرّف في فرنسا في السنوات المقبلة، على غرار باقي البلدان الأوروبية؛ بالنظر إلى أنّ هذا التيار القومي المعادي للأجانب، يشهد دفعاً قوياً".

وقال أيضاً إن من أسباب النجاح الذي حققه ماكرون وخسارة الحزبين الرئيسين للانتخابات في الجولة الأولى يعود للأزمة التي يعانيها اليمين واليسار في فرنسا، والخطاب غير الواضح الذي تقدّما به تجاه العديد من القضايا كالأزمة الاقتصادية ومكافحة الإرهاب.

ولفت غريش، إلى أهمية الانتخابات الرئاسية الفرنسية، موضحاً أن "الرئيس هو من يحدّد التوجهات السياسية الرئيسة في البلاد".

وعرض غريش نتائج الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية وآثارها في النظام الفرنسي، ولا سيما أنها تسبق الانتخابات التشريعية في يونيو/حزيران المقبل. وتُعدّ كلّ من فرنسا وألمانيا الركيزتين الرئيستين للاتحاد الأوروبي، الذي يشهد ترنّحاً بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وعدم الثقة العميقة في الأحزاب التقليدية، والتأثير القوي لـ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومخاطر الإرهاب، والصعود الملموس ليمينٍ متطرفٍ معادٍ للمهاجرين، موسومٍ بالكراهية والخوف تجاه الإسلام.

وتوقع استمرار السياسة الخارجية الفرنسية على ما كانت عليه في عهد الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند والرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي، في حال فوز المرشح إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات، فيما توقع تغييراً في السياسة الخارجية الفرنسية، في حال فازت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، خاصة فيما يتعلق بعضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي، حيث تطالب لوبان بالانسحاب من عضويته.